أطلق المستشرق النمساوي شلوتزر Schlözer اسم الساميين The Semites في عام 1781م على شعوب جنوب غربي آسيا وهم: الأكَّديون[ر] والبابليون[ر]، والآشوريون[ر]، والآموريون (العموريون) والآراميون[ر]، والكنعانيون، والعبريون، والعرب. وقد استمد هذه التسمية من نص توراتي في سفر التكوين، الإصحاح العاشر، ورد فيه ذكر أولاد نوح الثلاثة:سام وحام ويافث، حيث وجد أن عابر وآشور، وآرام، ويقطان (قحطان)، أي العبريين والآشوريين والآراميين والعرب، هم أبناء سام بن نوح. وأكدت ظواهر لغوية أساسية في لغة هؤلاء قرابة الشعوب المذكورة، وكذلك عاداتها وتقاليدها وشرائعها ودياناتها، إضافة إلى الموطن الواحد والمتصل بين آسيا الصغرى في الشمال، والبحر العربي في الجنوب، وجبال إيران والخليج العربي في الشرق، والبحر المتوسط والبحر الأحمر في الغرب. وقد أقام الساميون مناطق شهدت حضاراتهم ودولهم المتتابعة في بلاد الرافدين (العراق والجزيرة السورية اليوم)، وسورية القديمة (بلاد الشام). وشبه الجزيرة العربية. ويرى أكثر الباحثين أن موطنهم الأصلي كان في شبه الجزيرة العربية، ثم خرجت منها دفعات كبيرة من الهجرات الجماعية، كانت تفصل بين الواحدة والأخرى ألف سنة تقريباً. ووصلت تلك الهجرات تباعاً إلى شمالي شبه الجزيرة العربية، ولاسيما البادية السورية التي كانت مركز تجمع للقبائل البدوية السامية المهاجرة من الجنوب، ثم كانت تنطلق منها باتجاه الشرق إلى الجزيرة السورية، شرق نهر الفرات، ومنها إلى شمالي العراق أو إلى الجنوب الشرقي بمحاذاة نهر الفرات، إلى بلاد بابل وكذلك إلى شمالي سورية وجنوبيها وغربيها على امتداد الساحل الشرقي للبحر المتوسط.