أبو عبد الله شهاب الدين الرومي الجنس والمولد، الحموي المولى، البغدادي الدار، من أئمة الجغرافيين، ومؤرخ ثقة، وواحد من العلماء باللغة والأدب.
أُسر من بلاده صغيراً وابتاعه ببغداد تاجر يُعرف بعسكر بن أبي نصر إبراهيم الحموي، فنُسب ياقوت إليه، ونشأ مسلماً وغلب عليه لقب الحموي.
كان مولاه عسكر أمياً لا يعرف شيئاً سوى التجارة، فعنى التاجر بتعليمه؛ لينتفع به في تجارته، فتلقى العلوم المعروفة في عصره من نحو ولغة، ولما كبر ياقوت شَغَله مولاه بالأسفار في تجارته إلى كيش وغمان، ويذكر ياقوت أن كيش تعجيم قيس وأنها جزيرة في بحر عمان، وأنه زارها مراراً ورأى فيها جماعة من أهل الأدب والفقه والفضل.
جرت بينه وبين مولاه نبوة (جفوة) سنة 596هـ أوجبت عتقه فأبعده عنه، فعاش ياقوت من نسخ الكتب، وفي هذه الأثناء اتصل بعبد الله بن الحسين بن عبد الله العُكبري البغدادي[ر] (ت616هـ) العالم بالأدب واللغة والفرائض والحساب وأفاد منه كثيراً.
لم يمض وقت طويل حتى عطف عليه سيده عسكر، وأرجعه إلى عهدته وكلفه تجارته إلى كيش، فلما عاد منها كان مولاه قد مات، فأعطى أولاده وزوجته ما أرضاهم، وبقيت في يده بقية جعلها رأس ماله. وجاب ياقوت البلاد كما يذكر بين جيحون والنيل، فزار تبريز أشهر مدن أذربيجان سنة610هـ،ولعله زار مصر ما بين 610ـ613هـ لأنه يذكر زيارته للإسكندرية من دون أن يحدد تاريخ زيارته ويستغرب مبالغات الرواة في وصفهم منارة الإسكندرية.