الصابون soapلغةً مادة تنظيف معربة عن «سابون» الفارسية، وهي أملاح أحماض دهنية عالية. وفي الصناعة والاستعمال التجاري هي أخلاط مطبوخة من أملاح قابلة للانحلال في الماء من منتجات تلك الأحماض، تفيد في إزالة الأقذار وغسلها.
اشتق مصطلح الصابونين من الصابون، وهي مادة تستخرج من جذور نبات العصلج التي تعطي بعد سحقها ونقعها في الماء، رغوة كرغوة الصابون، ويستعمل منقوعها في غسل الأواني والملابس وتنظيفها. وقد درج البشر قديماً على خلط رماد الأخشاب والأعشاب (يحتوي الرماد على الكربونات) بالزيت أو الدهن، وسمّوا هذا المزيج «الصابون»، وكانوا يستعملونه دهناً لبعض أمراض الجلد. وقد تطورت صناعة الصابون بعد ذلك فينقع الرماد في الماء، ويضاف إليه الكلس الحي، ويترك المزيج لليوم التالي، ثم يؤخذ رائقه (والذي هو محلول ماءات الصوديوم) ويخلط بالزيت أو الشحم مع التسخين والتحريك حتى الحصول على مادة جيلاتينية القوام، استعملت قديماً علاجاً لبعض الالتهابات الجلدية، كما استعملت للتنظيف ولغسل الصوف المعدّ للغزل أو النسيج.
عرف العرب هذا النوع من الصابون فاصطنعوه واستخدموه، وانتقل من البلاد العربية إلى أوروبا في أثناء حروب الفرنجة، وغدت مرسيليا حتى القرن /17/ أكبر سوق لتجارة الصابون، ثم زاحمتها البندقية ثم انكلترا، وكانت صناعة سرية محتكرة.
لم تتقدم صناعة الصابون تقدماً ملموساً إّلا بعد انتشار الصودا الصناعية (ماءات الصوديوم)، وتوصل العلماء إلى معرفة خواص المواد الدسمة من الزيوت والشحوم، وعرفت هذه الصناعة قفزات كبيرة بعد الحرب العالمية الأولى.
أما الدهون والزيوت المستخدمة في صناعة الصابون فهي مركبات من الغليسرين مع حمض دسم مثل حمض الشمع stearic acid وحمض النخل palmitic acid وحمض الزيت oleic acid. فإذا عولجت هذه المركبات مع محلول قلوي مثل ماءات الصوديوم، في عملية تدعى التصبن، يتشكل الغليسيرين وملح الصوديوم للحمض الدسم (الصابون).